روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | قصتي مع أكبر.. مروج مخدرات

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > قصتي مع أكبر.. مروج مخدرات


  قصتي مع أكبر.. مروج مخدرات
     عدد مرات المشاهدة: 3104        عدد مرات الإرسال: 0

في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، اتصل علي أحد الزملاء وقال لي: عندي أحد التائبين.. فأتيت ووجدت الرجل، فإذا هو في الثلاثين من العمر، ورأيت عليه علامات الصدق في التوبة.

وتحدثت معه عن التوبة وفضلها وذكرت له بعض القصص، وبعد ذلك فتحت جهاز الكمبيوتر وعرضت عليه بعض الفلاشات والصور المؤثرة، وإذا بدموعه تسيل على خده.

وقال لي: أريد التوبة بصدق.

قلت له: لابد من إزالة الماضي والمخدرات الموجودة عندك.

قال: أبشر، ثم تفاجأت باتصاله على أحد المروجين وجرى بينهم هذا الاتصال:

فلان: نعم.

أخبار البضاعة؟

كل شي ممتاز

التائب: جهز الأغراض، وجدت من يشتريها.

المروج: بكم؟

التائب: بسعر لا تتخيله.

المروج: البضاعة جاهزة.

التائب: ضعها في شنطة وسأمرك الآن.

وذهب عني ذلك التائب، ويتصل علي بعد ساعة وإذا به قد أحضر الشنطة وفيها (120) ألف مائة وعشرون ألف حبة (مخدرات).

قلت له: لابد أن نتلفها الآن.

قال: نعم.

ويذهب هو وصاحبي ويتلفونها كلها ثم حضر عندي، وصلى معي الفجر، ثم ذهب معي لكي اذهب به إلى بيته.

ودعته عند باب بيته، والتفت لي وقال: والله إني أسعد إنسان في هذه اللحظة وأشعر بشيء في قلبي.. من الراحة والطمأنينة.

في هذه القصة فوائد:

• أن الناس فيهم خير مهما كانوا معرضين، ولكنهم بحاجة إلى من يحرك هذا الخير الذي في نفوسهم، فقد قال لي هذا المروج التائب: حضرت محاضرة لأحد التائبين الدعاة وكتبت ورقة وفيها هذا الكلام: (إذا اتصلت علي سننقذ ألف شاب ووضعت رقمي ووضعتها في ثوب الداعية) .

قال صاحبي التائب: ولكن لم يتصل علي أحد، ولو اتصل علي لأنقذني من هذا الجحيم.

• أن السعادة والطمأنينة في العودة إلى الله، والإنابة إلية، فقد سألت صاحبي: هل فكرت في الانتحار؟

قال: نعم، ففي يوم من الأيام دخلت غرفتي وقررت الانتحار، ووضعت الحبل وعلقته بالمروحة التي في السقف وصعدت على الكرسي ووضعت الحبل على رقبتي، ولكن تفاجئت بدخول صديقي الذي كان معي في الغرفة، وحينها نزلت من على الكرسي وتركت الانتحار، قلت: صدق الله ( (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) ) [طه: 124] .

إنها حياة الهموم والأحزان، إنه يتعامل بالمخدرات يبيع ويروج، ويكسب الأموال، وفي النهاية يفكر بالانتحار.

وهنا أقول لكل من بدأ في تعاطي المخدرات توقف قبل أن تنتحر، أو يأتيك الموت وأنت تستعمل تلك المخدرات والموت لا يستأذن.

• الصدق في التوبة فلقد رأيت الصدق في قرار ذلك التائب حينما قرر بعزيمة وبدون تردد أن يتخلص من (120) ألف حبة، لأجل الله.. إن الحبة الواحدة تباع بـ (10) ريال، أي أن ذلك المروج كان سيبيع تلك الكمية ليكسب (مليون ومائتي ألف ريال) ولكنه اختار ما عند الله من الثواب والنعيم.

• وصدق الله ( (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) ) [الأحزاب: 23] .

وختاماً أقول لكل من يريد نصر هذا الدين:

إن في شبابنا أبطال وقادة ورجال ووالله إنهم يحملون الحب لهذا الدين ولكن ركام الذنوب غطى على معالم الإيمان.

فيا من حمل هم هذا الدينا انزل للميدان وسارع لإنقاذ الشباب، ولا تقل هذا فاسق وهذا مطرب، وهذا مروج، بل ابذل كل ما بوسعك لإنقاذهم، وهدايتهم، وما يدريك لعل أحدهم يتوب ويخدم الإسلام أكثر منك.

المصدر: موقع الشيخ سلطان العمري